تبرز رموز الاستجابة السريعة كأداة متعددة الاستخدامات في الأماكن العامة وخصوصاً المطارات. إلى جانب تسهيل اجراءات السفر، تعتبر رموز الاستجابة السريعة تقنية فاعلة لتحفيز العمليات التشغيلية في المطار وتنشيط حركة السياحة، موفرةً تجربة مرنة للمسافرين من لحظة وصولهم حتى ساعة المغادرة.
تعزز رموز الاستجابة السريعة التجربة السياحية من خلال ادارة الحجوزات وتخطيط الرحلات الجوية وحجز "تاكسي" للتنقل أو لمعرفة جداول مواعيد الحافلات والقطارات، وتوفير خرائط تفاعلية للمطار والمناطق المحيطة، وحتى معلومات عن خدمة تأجير السيارات. تضع المطارات هذه الرموز في صالات الوصول، عند استلام الأمتعة ومراكز المعلومات والاستعلامات. وعند مسحها يتم توجيه المستخدم إلى تطبيقات ذكية أو مواقع الكترونية تخوّله التعرّف على المعالم السياحية والفعاليات الجارية في البلد وكل ما يمكن الاستعلام عنه في مكان جديد لوجستياً وجغرافياً. على المستوى السياحي، تُمكّن هذه الرموز السياح الجدد من الحصول على معلومات شاملة عن الوجهة بسرعة وسهولة، مما يشجعهم على استكشاف المزيد ويُقلل من الشعور بالضياع أو الارتباك، وبالتالي يعزز ثقتهم ويزيد من احتمالية قضائهم وقتاً أطول وإنفاق المزيد من المال.
يأخذ السائح الانطباع الأول عن البلد من المطار والتجربة المتوفرة فيه، وتساهم رموز الاستجابة السريعة بتحسين هذه التجربة من خلال توفير خيارات عدّة بلمسة واحدة.
استخدامات QR codes في المطارات
تُعتمد رموز الاستجابة السريعة لاستخدامات عدّة وتشمل خدمة بطاقات الصعود الرقمية حيث يتم ارسال الرمز مباشرةً للمسافر عبر البريد الالكتروني أو عبر تطبيق شركة الطيران ما يُخوّله المرور عبر البوابات الرقمية وصولاً إلى الطائرة ما يوفر الوقت ويخفف من استخدام الورق.
كما تُستخدم رموز الاستجابة السريعة لتتبع الأمتعة من نقطة التسجيل إلى الوصول ما يوفر الراحة للمسافر ويُجنّب حالات فقدان الأمتعة. ومن خلال رموز الاستجابة السريعة الموجودة على الشاشات في المطارات يمكن أن تتوفر للمسافر معلومات عن الرحلات الجوية وتحديثات فورية عن حالة الرحلات وأوقات السفر. تكون بهذه الحالة رموز الاستجابة حلاً لتخفيف الازدحام في أقسام الاستعلامات وتوفر للمسافر كل المعلومات التي يحتاج إليها.
في السياق نفسه، تسهّل رموز الاستجابة السريعة الاجراءات المطلوبة لطلبات الهجرة حيث يمكن للمسافرين تعبئة نماذج الهجرة والجوازات الالكترونية بسرعة ما يحسّن من كفاءة موظفي الهجرة ويقلل الخطأ البشري في اتمام المعاملات.
إلى جانب ذلك، يمكن للمسافرين الوصول إلى شبكة الواي - فاي في المطار من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة ما يوفر الاتصال السريع بالانترنت.
بين الكفاءة والراحة وتوفير الوقت وتخفيف الضغط، تعزز رموز الاستجابة السريعة تجربة السفر على مستويات مختلفة، فهي تعتبر أساس استراتيجية المطارات الحديثة والتي تهدف إلى تلبية احتياجات المسافرين في ظلّ العصر الرقمي السريع.
السياحة من كودات الرموز السريعة
تُخزّن الشركات السياحية وشركات الطيران بياناتها عبر رموز الاستجابة السريعة والديناميكية لتوفير معلوماتها بشكل فوري. فكيف تُحفّر هذه الرموز السياحة؟
لم يعد الوصول إلى معالم سياحية مهما كانت بعيدة أمراً صعباً، فبكبسة زر يمكن اكتشاف المكان قبل الذهاب إليه. كما تعزز رموز الاستجابة السريعة تجربة التسوق والترفيه حيث تستخدمها المطاعم والمتاجر لعرض قوائم الطعام والعروض الترويجية الحصرية للمسافرين بالاضافة إلى تسهيل عملية الدفع الالكتروني.
عند مسح رموز الاستجابة السريعة، يتم جمع البيانات المتعلقة باهتمامات المسافرين، الخدمات الأكثر استخداماً أو المناطق والفعاليات التي يتفاعلون معها.
تفهم وزارات السياحة سلوك المسافرين وتفضيلاتهم ما يساعد في تصميم حملات تسويقية هادفة أكثر إلى جانب تطوير خدمات تلبي احتياجات المسافرين بدقة عالية وبالتالي جذب السياح الآخرين إلى وجهة البلد.
تعزز رموز الاستجابة السريعة السفر والاستدامة خصوصاً بعد الأزمة التي مرّ بها العالم على ضوء انتشار جائحة كورونا. تُعد رموز الاستجابة السريعة من الحلول الذكية المبكرة والصديقة للبيئة فهي تخفّض من استخدام الورق وتساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية.
تخطو دول الخليج خطوات مهمة بهذا المجال مع دمج رموز الاستجابة السريعة بقطاعاتها السياحية. ولم يقتصر هذا الدمج على تسهيل العمليات التشغيلية وتحسين تجربة السياح، بل وضع معياراً جديداً للسياحة الذكية حول العالم وليس فقط على مستوى المنطقة.
فقد وضعت السلطات في مدينة دبي رموز الاستجابة السريعة في مواقع استراتيجية في مختلف المعالم السياحية، من برج خليفة إلى الأزقة التاريخية. تعمل رموز الاستجابة السريعة كقنوات رقمية، ما يتيح للزوار الوصول الفوري إلى معلومات قيّمة، بما في ذلك تاريخ الموقع وتفاصيله المعمارية، وحتى الجولات الافتراضية، وكل ذلك بلغات متعددة. وقد حسّنت هذه المبادرة بشكل كبير طريقة تفاعل السياح مع معالم دبي السياحية، مقدمةً تجربةً أكثر تخصيصًا وتفاعلًا.
وبحسب التقارير، شهدت المعالم السياحية التي تستخدم رموز الاستجابة السريعة ارتفاعاً ملحوظاً في التفاعل، حيث أشارت التقارير إلى أن تفاعل الزوار مع المعلومات والخدمات المتاحة عبر مسح رموز الاستجابة السريعة قد زاد بنسبة تصل إلى 35%. اضافة إلى ذلك، ساهمت سهولة وكفاءة رموز الاستجابة السريعة في تلبية متطلبات الزوار بنسبة 25%، ما يُبرز الأثر الإيجابي للابتكار الرقمي على تجربة السياحة. ومن أهم مزايا مبادرة رمز الاستجابة السريعة في دبي مساهمته في الاستدامة البيئية. فمن خلال تقليل الاعتماد على الكتيبات والأدلة الورقية، تتماشى المبادرة مع أهداف الاستدامة العالمية. ويمثل التحول نحو الأدلة الرقمية خطوةً حاسمةً في تقليل البصمة البيئية لقطاع السياحة، وهو هدف دبي الأساس.
يفتح نجاح رموز الاستجابة السريعة في قطاع السياحة في دبي والمنطقة الباب أمام المزيد من التحسينات التكنولوجية. وبفضل تقنيات البيانات الذكية والعلامات الإلكترونية، يمكن أن يتضمن مستقبل السياحة تجارب تفاعلية وغامرة أكثر. على سبيل المثال، تتيح تطبيقات الواقع المعزز للسائحين مشاهدة أحداث تاريخية تتكشف في مواقعها، كما يمكن للعلامات الإلكترونية التفاعلية أن توفر رؤية تفصيلية حول الأهمية الثقافية للمنشآت الفنية.
وتُبرز دراسات الحالة الناجحة من البرازيل وتايلاند وإسبانيا الاستخدامات المبتكرة لرموز الاستجابة السريعة في تعزيز السياحة.
تُحدث رموز الاستجابة السريعة نقلة نوعية بقطاع السفر والسياحة اذ تتيح الوصول الآمن للمعلومات المهمة. وبفضل ميزاتها المتعددة، ترسم هذه الرموز ملامح مستقبل السفر المستدام والسياحة لتجربة فريدة.
تحديات وآفاق مستقبلية
رموز الاستجابة السريعة، تقنية مثيرة للاهتمام فعلاً فهي تجمع بين التحديات لكيفية تطويرها لتناسب المرحلة المقبلة من النمو العالمي التكنولوجي والفرص التي تقدمها في آن معاً. تتمثل هذه التحديات بضرورة وجود الوعي والثقافة التقنية الكافية لدى المستخدمين لضمان أقصى فائدة واستفادة من هذه التقنية. أما بالنسبة للبنية التحتية الرقمية، فهي تحتاج إلى صيانة مستمرة لتكون بنية تحتية قوية للانترنت في المطارات بالاضافة إلى التطبيقات الذكية التي يجب أن تتيح خدمة مسح الرموز.
على شركات التكنولوجيا تطوير رموز الاستجابة السريعة وتحديث المعلومات التي تحملها لتوفير تجربة أكثر واقعية وتخصيصاً بناءً على جنسية المسافر واهتماماته.
أما للمرحلة المقبلة، فيجب دمج رموز الاستجابة السريعة مع تقنيات الواقع المعزز لتقديم تجارب تفاعلية غامرة للسياح فور وصولهم إلى المطار.
توفر رموز الاستجابة السريعة حلاً مريحاً وغير تلامسي لمختلف مراحل السياحة. من تسجيل الوصول غير التلامسي إلى الترويج للمعالم السياحية المحلية، سيتمتع المسافر بتجربة سلسة وتفاعلية. وبمقارنة رموز الاستجابة السريعة مع أشكال أخرى من تصاريح السفر، يتضح أنها توفر حلاً أكثر كفاءة وسهولة في الاستخدام. وباعتبارها مستقبل السفر والسياحة، فإن رموز الاستجابة السريعة موجودة لتبقى. فهي تُمكّن من الدفع غير التلامسي، وتُسهّل معلومات السفر، وتطلبها الدول بشكل متزايد للدخول.
استمتع بالراحة والأمان اللذين توفرهما رموز الاستجابة السريعة في مغامرتك السياحية القادمة وانطلق برحلتك مع أعلى مستوى من الحداثة التقنية والتكنولوجية.